جاء فى وقته تماماً، البيان المشترك الذى أصدره الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية، والذى وافق ذكرى الانتصار المشرف فى السادس من أكتوبر 1973.
أعلى بيان شيخ الأزهر والبابا من ذكرى لحظة الانتصار التاريخى، الذى نفخر جميعاً به، كما أدان كل من يحاول جرنا إلى هزيمة داخلية بإثارة الفتنة سواء بالإساءة للمقدسات أو بالانتقاص من حقوق المواطنة، التى يستوى فيها المصريون جميعاً بغير تفرقة أو تمييز.
هاتان النقطتان اللتان شدد عليهما البيان، تذكرنا بنصرنا التاريخى والتحذير من الهزيمة المجتمعية، التى قد تجرنا إليها دعاوى الفتنة، تحتاجان من القيادات الوسيطة فى الأزهر والكنيسة إلى تحويلها لبيان عمل دائم ومستمر، يبدأ بدعم ثقافة التسامح وقبول الآخر فى خطب الجمعة وفى عظات الكنائس، فلا نسمع مصرياً يكفر أخاه المصرى أو يحط من شأنه، ولا نقرأ لمصرى محسوب على الأزهر أو الكنيسة ما من شأنه تهييج البسطاء أو دفعهم لكراهية شركائهم فى الوطن.
البيان الجميل الذى أصدره شيخ الأزهر والبابا، لا يكتمل إلا بتقريب الفاهمين المقدرين للمصلحة الوطنية العليا فى الأزهر والكنيسة، فهم الأقدر على تطبيق وتفعيل الروح الوطنية التى ينادى بها الدكتور الطيب والبابا شنودة، أما أصحاب الفكر الراديكالى ضيقو الأفق الزائلون من كلا المعسكرين، فعليهم أن يحتفظوا بأفكارهم العنيفة لأنفسهم، وأن يلزموا المقاعد الخلفية، لا يرتفع لهم صوت ولا تعلو لهم نبرة، لأنهم يفرقون ولا يجمعون، يساعدون على الانهزام، ولا يساهمون فى أى نصر يحققه الوطن على أى جبهة كانت.
البيان الوطنى الذى أصدره شيخ الأزهر والبابا شنودة، يحتاج منهما شخصياً إلى استكمال، بأن يشرف فضيلته وقداسته على برنامج العمل الذى يحول البيان إلى ثقافة عامة، وأثق أن النخبة المتنورة فى الأزهر والكنيسة قادرة على التصدى لهذا الأمر الجليل، ومحاصرة كل من يسعى لإثارة الفتن[/b]