Admin Admin
عدد الرسائل : 1321 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 20/02/2008
| موضوع: التيارات الإسلامية: عودة لإستهداف الأقباط بضوء أخضر من أجهزة الدولة الأحد أكتوبر 10, 2010 8:23 am | |
| التيارات الإسلامية: عودة لإستهداف الأقباط بضوء أخضر من أجهزة الدولة
كتبها مجدي خليل الجمعة, 08 أكتوبر 2010 20:02 كأن التيارات الإسلامية بمختلف مشاربها لم تتعلم شيئا من تجربة إستغلال السادات لها ومن تجربة السجون والمعتقلات ومن المراجعات الفقهية التى أعلنتها، فعادت إلى سيرتها القديمة فى التمهيد للأنقضاض على الأقباط مرة أخرى.حتى الآن 9 مظاهرات حاشدة فى القاهرة والأسكندرية تعلوها الشتائم والصراخ والهيجان والتهديد والوعيد ،يقودها السلفيون والوهابيون والأصوليون والمتطرفون تمهيدا للتسخين فى المعركة الكبرى التى بشرهم بها الدكتور محمد سليم العوا.، علاوة طبعا على البيانات النارية والبرامج التليفزيونية التى تهدد الأقباط بالويل والثبور وعظائم الأمور. كنت أظن أن الإنسان يعتبر فترة السجن فترة مراجعة للذات ينفرد بها مع نفسه يعيد شريط حياته فى هدوء ،يعيد تقييم سلوكه وأهدافه،يتذكر الذين ظلمهم وتقوده شفافية نفسه فى ليالى السجن الطويلة المظلمة إلى الأعتراف بخطئه وطلب السماح ممن ظلمهم. كنت أنتظر من هذه المراجعات الفقهية أن تمتد لتشمل أعترافا صريحا من هذه التيارت بما اقترفته أيديهم فى حق الأقلية القبطية المسالمة، كنت أتمنى أن تشمل هذه المراجعات طلبا صريحا ممن قاموا بها بالاعتذار للأقباط عما بدر منهم وفتح صفحة جديدة من آجل السلام الاجتماعى والوحدة الوطنية. كنت على الأقل أنتظر أن يفهموا دروس التاريخ ولا يدعوا أحد يستغل حماسهم الدينى مرة أخرى من آجل أهدافه السياسية. كنت أنتظر لحظة صدق مع النفس من هذه التيارات لتسأل نفسها ماذا فعل الأقباط المسالمين لكى يقوموا بكل ما أقترفوه من أثام ضدهم على مدار عقود. منذ أن التقى الرئيس السادات بالسيد كمال ادهم رئيس المخابرات السعودية، خطط وعمل السادات لتحويل أتجاه مصر تماما ناحية الدولة الدينية لينضم وقتها إلى الحلف السعودى الباكستانى السودانى المرتبط بالولايات المتحدة. أستدرج السادات الشباب المتحمس دينيا وبقايا تنظيم الأخوان المسلمين ليصنع منهم مليشيات دينية خاصة تدار بمعرفة الحكومة وتوجهاتها ، أما مباشرة عبر بعض المسئولين وقتها أم بطريقة غير مباشرة عن طريق الأجهزة الأمنية التى كانت تعلم جيدا كيف تستفز هذا الشباب وتحول مسار سخطه تجاه الأهداف التى تريد توجيه غضب وعنف هذه التيارات ناحيتها. لأسباب كثيرة، منها خلاف السادات مع البابا لعدم حماسه لمشروع السادات للتطبيع مع إسرائيل وزيارة القدس، كانت أجهزة السادات ترى الأقباط هدفا مثاليا تستطيع أن تفرغ السخط العام وحالة الهياج المجتمعى تجاههم بدلا من توجيهها إلى رأس النظام واعمدته، وما أسهل أثارة هولاء الشباب تجاه الأقباط عبر الشائعات والأتهامات المرسلة والإدعاءات الكاذبة والحوادث المفتعلة. بلعت كافة التيارات الإسلامية الطعم وتوجهت بعنفها تجاه الأقباط، ولكن جزء من هذا العنف انطلق تجاه صدر السادات ذاته ليدفع ثمن مخططاته الخبيثة. سيناريو نهاية السبعينات من القرن الماضى يتكرر مررة أخرى ولكن بصورة اسوأ، الجهات الأمنية والمخابراتية التى أدارت الملف هى نفسها التى تستخدم نفس آلياتها لتوجيه دفة الغضب فى الأتجاه الذى تريده. كبار الشيوخ المتخصصون فى التهييج يمارسون نفس الدور بمهارة، الشباب المتحمس والمتطرف والهايج هم انفسهم الأدوات التى يستعملها هؤلاء الشيوخ، وفى النهاية هناك جهة ما تدير كل هذا بالريموت كنترول من داخل مصر. الفرق بين أجواء سبتمبر 1981 وما بين أجواء سبتمبر 2010 أن السخط هذه المرة موجه تجاه الأقباط بجملتهم وليس رأس الكنيسة وحده، وأن الاتهامات طالت الأقباط جميعهم، وأن نتائج هذه الفوضى إذا حدثت لا قدر الله ستكون أكثر بكثير مما يتخيله مخططوها . والسؤال لماذا فى كل مرة تكون أدوات العنف ضد الأقباط هى التيارات الإسلامية؟. هناك أسبابا كثيرة لذلك نختصر منها ثلاثة أسباب: الاول: هى الكراهية الشديدة التى تكنها التيارات الإسلامية لكل ما هو غير مسلم، وهم مستعدون لعمل أى شئ وارتكاب أى جرائم ضد غير المسلمين وخاصة اليهود والمسيحيين. الثانى: هو جبن هذه التيارات الإسلامية، فمن تعامل مع هذه التيارات يدرك تماما انها تتصف بالخسة والغدر والجبن، ولهذا فان الأقباط هدف سهل ومثالى بالنسبة لهم. لقد تم هزيمة هذه التيارات أمام الدولة مما اضطرها أن تقوم بصفقة يتم بموجبها تقديم مراجعات فقهية تعلن من خلال هذه المراجعات أنها اخطأت فى حق الدولة لتبنيها للعنف فى مقابل الأفراج عن معظم أفرادها من السجون،أى أن هذه التيارات ركعت أمام النظام ولم تكن مقتنعة بوقف العنف ولكنه إعلان للهزيمة، ولهذا فان رغبتهم العميقة فى ممارسة الكراهية والعنف لا مانع من توجيهها تجاه الأقباط ، وياللعجب بتوجيهات من أجهزة الأمن نفسها التى كانوا فى عداء معها، وهذا يمثل ضرب لعصفورين بحجر وأحد بالنسبة لهذه الأجهزة الأمنية ،بتوجيه فائض العنف تجاه الأقباط بعيدا عن أستهداف النظام كما فعل السادات، وثانيا لالهاء الناس عن الملفات الخطيرة مثل ترتيبات نقل الحكم والأنتخابات القادمة، وثالثا لتأديب الأقباط الذين علا صوتهم من وجهة نظر أجهزة الأمن. الثالث: أن هذه التيارات الإسلامية تتسم بالإضافة إلى الخسة والندالة والجبن فهى أيضا لا تؤمن بالكذب فقط كوسيلة للتشنع على الخصوم ولكنها تعشق الكذب وتتنفس الكذب وتحيا على الكذب ولا تستطيع أن تحشد زبائنها بدون هذا الكذب، فليس لديها نصيب من المنطق ولهذا تبنى نشاطها على جبال الأكاذيب، ولهذا تلتقط خيط الشائعات التى تسربها أجهزة الأمن لتبنى عليها جبال من الأكاذيب فى توزيع أدوار لا تخطئه العين بين الطرفين. أن اللعب بات على المكشوف ، وقداسة البابا فى أحاديثه فى الفترة الماضية المح إلى فهم الأقباط للعبة وتسائل فى التليفزيون المصرى مع عبد اللطيف المناوى،أين الأمن القومى من هذا كله؟ وهو اتهام واضح لأجهزة الأمن والمخابرات بأنها تدير اللعبة برمتها .الحل فى يد عقلاء الأمة من المسلمين والأقباط، فالمشكلة ليست فى فعل الأشرار وأنما فى صمت الأخيار كما يقول مارتن لوثر كنج... فهل يصحو الأخيار قبل فوات الأوان... هذا ما نتمناه وندعوا اليه الأقباط الأحرار | |
|