عدد الرسائل : 1321 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 20/02/2008
موضوع: دير أبو فانا الأربعاء نوفمبر 26, 2008 2:25 am
ديـــــر القديس أبو فانا يقع دير أبو فانا علي بعد حوالي 30كم جنوب المنيا وحوالي 30كم شمال مدينة ملوي علي نفس خط عرض دير سانت كاترين في سيناء قرب الجانب الشرقي للصحراء الليبية. يقع الدير فى الحاجر الغربى بقرب بلدة هور ويبعد عنها بحوالى أربعة كيلو مترات ، وتتبع هور مركز ملوى محافظة المنيا. يرجح علماء الاثار ان يكون الدير من أوائل أديرة الصعيد بل ويعد من أقدم الأديرة فى العالم ،يقول ماهر منقريوس خبير الآثار- بل ويعد من أقدم الأديرة في العالم وقد صاحب إنشاؤه حركة الرهبنة الأولي أسسه القديس أبو فانا في القرن الرابع الميلادي والذي تتلمذ علي يد الأنبا شنودة رئيس المتوحدين,واستمرت الرهبنة مزدهرة فيه حتي القرن الخامس عشر الميلادي إلي أن بدأت الكثبان الرملية الكثيفة تزحف بمئات الأمتار ناحية الشرق علي الدير...وترتب علي ذلك انخفاض عدد الرهبان به بالتدريج كما يذكر التاريخ إذ لم يستطيعوا مقاومة زحف الرمال حينذاك وبعدها اختفت أغلب معالم الدير عدة قرون إلي أن تمكن القمص متياس جاب الله كاهن الكنيسة بقرية قصر هور القريبة من الدير في أواخر القرن التاسع عشر من إزالة الرمال والكشف عن الدير. وقد صاحب انشاءه حركة الرهبنة الأولى ، وكان يعد أهم تجمع رهبانى فى المنطقة ، وقد كان عامراً بالرهبان الأتقياء والذين تزايد عددهم حتى زاد عن ألف راهب ، وقد أسسه القديس أبو فانا اذ بدأ الرهبنة بالمنطقة فى القرن الرابع للميلاد ، واستمرت الرهبنة مزدهره فيه حتى القرن الخامس عشر الميلادى ، وقد استمرت الرهبنة قائمة فيه حوالى ألف سنة وهى أطول مدة استمرت الرهبنة فيه فى المنطقة ، لذلك لعب هذا الدير دوراً مؤثراً فى حياة الشركة الرهبانية فى هذه المنطقة من مصر العليا ، ومما زاد بالدير أهمية أن عاش فيه رهبان قديسون كثيرون ، وقد تخرج منه القديس الايغومانس ( القمص ) أنبا ابرآم الفانى ( 1321-1396م ) الذى ترهبن بالدير وهو فى سن العشرين وقد بقى بالدير وحده ولم يغادره حتى عام 1365م وهذا التاريخ يعتبر بداية تدهور الدير ، كما تخرج منه اثنان من الآباء البطاركة هما البابا تاودسيوس البطرك (79) وكانت مدة رئاسته على السدة المرقسية بين عامى ( 1295 - 1300م ) ، والبابـــــــا متـــاؤوس الأول البطــريرك (87 ) وهو المعروف باسم متى المسكين وكان قد ترهبن بدير أبو فانا وعمره أربعة عشر عاماً وقد جلس على السدة المرقسية فى الفترة بين عامى ( 1378 - 1408م ).
تاريخ الدير لاشك أنه فى حياة القديس أبو فانا مؤسس رهبنة المنطقة قد بنيت كنيسة يجتمع فيها الرهبان الذين كان يتزايد عددهم باطراد ، لذلك فهى تعد من أقدم كنائس الأديرة فى العالم ولكن هذه الكنيسة ظلت تغمرها الرمال ، حتى أكتشفت حديثاً واقيم الدير وفيه الكنيسة الحالية فى القرن السادس الميلادى ، وظل عامراً برهبانه حتى أواخر القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الميلادى حيث بدأت أحوال الدير فى التدهور خاصة بعد أحداث 1365م ، فهجره الرهبان ، وبعد ذلك تدهورت أحوال الدير ولم يقم فيه سوى عدد قليل من الرهبان فى القرن الخامس عشر الميلادى، ومنذ ذلك الوقت وكان الذى يهتم بالدير هم كهنة كنائس منطقة غرب ملوي ، وابتدأت الكثبان الرملية الغزيرة تزحف على الدير وقد زاره فى هذه الأثناء الأب سيكار سنة 1716 ، والأب يوليان سنة 1883م ، وذكر أن كاهن هور هو الذى كان يهتم بالدير ويقوم بالصلاة فيه . وابتدأت الرمال تغطى معظم مبانى الدير لمدة طويلة الى ان تمكن القمص متياس جاب الله كاهن كنيسة ابو فانا بقصر هور فى آواخر القرن التاسع عشر الميلادى من ازالة الرمال والكشف عن الدير واعداده للصلاة فيه.
وصف الدير أول المصادر التاريخية التى بين يدينا عن وصف الدير هو ما كتبه المقريزى ( المتوفى سنة 1441م ) فى خططه وذكر انحصار الرهبنة فيه وكتب فى وصف الدير: " دير أبو فانا بحرى بنى خالد وهو مبنى من الحجر وعمارته حسنة وهو من اعمال المنيا ويقع فى الحاجر تحت الجبل"- وكما يقول نيافة الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي- ما كتبه المقريزي المتوفي عام 1441م حيث يذكر أنه كان يعيش هناك ألف راهب وكان بالدير مائدة للرهبان تتسع لهذا العدد
وفى سنة 1717م وضع الاب سيكار وصفاً للدير يذكر ما شاهده من الصلبان الكثيرة التى تزين حوائط الكنيسة وتمكن من قراءة كتابة باللغة القبطية فيها عبارة " خشبة الحياة " ، وهذا تقرير الاب سيكار بالفرنسية: " رحلت من هذه الاديرة يوم 15 نوفمبر لكى اذهب الى كنيسة الصليب الفخمة التى تسمى ايضاً دير ابو فانيوس أو الانبا فانيوس وهى نفسها التى أشار اليها " روفان كاهن اكيلية " فى مقالاته عن حياة القديسين المتوحدين كنيسة الصليب التى يسميها ايضاً اليونانيون دير الانبا فانيوس وهى تقع على بعد ست أو سبع فراسخ من ملوى اسفل جبل الغروب . وهى مزينة بأحد وعشرين عموداً من الرخام من الطراز القوطى . أحد عشر منهم فى صحن الكنيسة والعشرة الآخرون يحيطون بالهيكل. الحوائط مرسومة من أعلى الى اسفل بعدد لا يحصى من الصلبان برسومات مختلفة وبألوان يختلف كل منه عن الآخر الذى يشكل منظر ممتع للرؤية. لفت نظرى أحد الصلبان وفى أطرافه أربعة ورود مرسومة بشكل جيد جداً ويبدو أن هذه الورود مرسومة قبل القرن الثامن قبل فتح العرب لمصر بقيادة عمرو بن العاص ثانى خليفة للمسلمين لأن هؤلاء القادة لا يمكن أن يكونوا قد سمحوا للمسيحيين ببناء مثل هذه الكنيسة لممارسة عبادتهم فيها . وبحثت بدون جدوى فى جميع أنحاء الكنيسة عن مخطوط يفيدنى عن تقويمها او تاريخها فلم أجد الا فى قبة الهيكل الكبير وحول الصليب الكبير هاتان الكلمتان اليونانيتان بحروف كبيرة التى تعنى " خشبة الحياة " ، وهذا يعنى ان الدير كان فى حالة جيدة حتى عام 1717م. تعد أول المصادر التاريخية عن وصف الدير ,وفي عام 1717 وجد الأب سيكار الفرنسي مخطوطة أثرية تتكلم عن حياة رهبان الصحراء في مصر والتي جاء فيها جزء كبير عن حياة القديس آفا فيني أو أبو فانا وهناك مخطوطة علي ورق البردي محفوظة في متحف النمسا ومصدرها منطقة الأشمونين التابعة لمدينة ملوي وهي مخطوطة في غاية الأهمية إذ ترجع مصادرها إلي عام 533م وفيها وصف لمنطقة أبو فانا وأخبار عن الدير. ويذكر الأب سيكار ما شاهده من الصلبان الكثيرة التي تزين حوائط الكنيسة والمرسومة بعدد لا يحصي بأشكال وألوان مختلفة كما أن الكنيسة نفسها علي شكل صليب لذلك أطلق علي الدير اسم (دير الصليب).وقد تمكن من قراءة كتابة باللغة القبطية علي قبة الهيكل الكبير وترجمتها (خشبة الحياة) وفى سنة مجىء الحملة الفرنسية على مصر ( 1798 - 1801م ) وضع علماؤها وصفاً دقيقاً للدير وذكر فيه البئر والفرن ، وأن الرمال غطت معظم الدير ويسمى الدير باسم ( دير الصليب ) وكان أول من أطلق عليه هذا الاسم هو ماسبيرو الذى زاره سنة 1883م ودهش من كثرة رسوم الصلبان فيه ، كما أن الكنيسة نفسها على شكل صليب. أعدت الحملة الفرنسية عام 1798 دراسة وصفية عن الدير وكتبها العالم جومارد Jommard حيث وصف دير أبو فانا بكتاب وصف مصر وصفا دقيقا وأشار إنه كان يوجد به منشوبيات وهو نظام رهباني قديم جدا يجمع بين حياتي الشركة والوحدة في آن واحد فتكون كل منشوبية جماعة متناسقة وتنتشر هذه المنشوبيات حول المبني الكبير للكنيسة إن أول هذه البعثات كانت من مجموعة فريق دولي من ثمانية مؤسسات من خمسة دول أوربية وفي نفس العام قام عالم الآثار الألماني د.جروسمان أستاذ الآثار الشرقية بالمعهد الألماني بدراسة مباني الدير (4) وفي أواخر سبتمبر 1987 قامت هيئة الآثار المصرية بالتعاون مع بعثة الآثار النمساوية تحت إشراف عالم الآثار د.بوشلوزر باكتشاف الكنيسة القديمة التي يرجع تاريخها إلي نهاية القرن الرابع أي في زمن القديس أبو فانا (قديس الدير) وجدرانها مزينة برسوم الفريسك علي الجص بألوان مبهرة واكتشف المذبح وباقي حدود الكنيسة وأعمدتها وقامت البعثة بعمل سقف مسطح للكنيسة كما قامت بعمل ترميمات للمبني والفريسكات علي جدرانها ومن أهم اكتشافات البعثة النمساوية العثور علي أكثر من 20 قطعة من العملات المعدنية التي ترجع إلي الفترة من عام 350-425م وتم الكشف عن الحجرات الأساسية للدير والكنيسة والمدافن لرؤساء الدير وحجرة الأغابي الأصلية و4 مصابيح زيت من البرونز من طراز متفرد وزخارفه معقدة ووعاء كروي بيزنطي من الزجاج به رسوم محفورة يوجد له مثالين آخرين فقط في العالم أحداهما في دولة عمان والآخر في واشنطن. فن عمارة الدير: دير أبو فانا يحمل أشكالا مختلفة ونادرة تنتمي للفن البيزنطي في الأسقف والتشابه الوحيد معها في هذا الشكل هي كنيسة الميلاد في بيت لحم والسقف الجمالون أيضا فوق الصحن الأوسط للكنيسة كما أن الفريسكات (النقوش علي الحوائط) تعتبر من أضخم رسومات الصليب في الكنائس القبطية عامة. قديسو الدير عبر العصور: من الآباء الرهبان القديسين الذين عاشوا وترهبنوا في الدير البابا تيؤدوسيوس البطريرك الـ79 والبابا متاؤوس الأول البطريرك الـ.87 كنيسة دير القديس أبو فانا هى الكنيسة القائمة بالدير والتى ترجع الى القرن السادس الميلادى، ونورد ثلاثة أعمال حديثة فى وصف الكنيسة ، الوصف الأول لقسم العمارة القبطية والثانى والثالث عن كتاب الدير دراسة للاستاذ نبيه كامل داود. ************************************************** *****************************