------- تقديس الاسرار
__________________________________-
وهو أقدس وقت في القداس لأن فيه تتم عملية تحويل الخبز والخمر إلى جسد ودم السيد المسيح.
- يمسك الكاهن اللفافة التي كانت على الابروسفارين بيده اليسرى، والتي فوق الصينية بيده اليمنى لعمل الرشومات.
- ثم يرشم على الشعب قائلاً "الرب مع جميعكم" وهي عبارة بركة قالها بولس الرسول في (2تس3: 16) ويجاوبه الشعب "ومع روحك" حيث تكون المشاركة بين الكاهن والشعب في الصلاة. فالكاهن يصلي لأجل الشعب ويباركهم والشعب يصلي من أجل الكاهن ويطلب البركة لروحه الأبوية.
- ثم يرشم الخدام شرقاً عن يمينه قائلاً "ارفعوا قلوبكم" كما قال السيد المسيح "حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً" (مت6: 21). ويرد الشعب قائلاً "هي عند الرب". ويجب علينا عندما نقول هده العبارة أن نكون رافعين قلوبنا إلى فوق فعلاً لئلا إذا قلناها وقلوبنا وأذهاننا ليست محصورة في الصلاة نكون كاذبين على الكاهن وعلى الله نفسه. ومن الملاحظ أن هذه العبارة تُقال في أول هذا القسم من القداس حتى تكون أذهاننا وقلوبنا مستعدة لهذا السر العظيم الذي هو على وشك الحدوث.
- ثم يرشم الكاهن ذاته وهو يقول "فلنشكر الرب" ثم يقبل الصليب ويضعه على المذبح. نشكره لأنه أهلنا للدخول إلى بيته والمثول إلى حضرته والاشتراك في خدمته ورفع قلوبنا إلى عرش نعمته. ويجاوبه الشعب قائلاً "مستحق وعادل".
- ثم يرفع الكاهن يديه مستورتين باللفافتين على مثال السيرافيم الواقفين أمام الرب الذين يغطون أجسامهم بأجنحتهم من بهاء عظمة مجد الله
ثم يصلي الثلاث القطع التالية:-
1) "مستحق وعادل………" وبعدها يقول الشماس "أيها الجلوس قفوا" وذلك احتراماً لهذا السر العظيم.
2) "الذي يقف أمامه الملائكة……" وبعدها يقول الشماس "والى الشرق انظروا" وقد قررت كنيستنا الارثوذكسية بأن يكون اتجاه الصلاة ناحية الشرق دائماً لعدة أسباب نذكر منها ما جئ في (مت 24: 27) عن المجيء الثاني للسيد المسيح "لأنه كما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر إلى المغارب هكذا يكون أيضاً مجيء ابن الإنسان" فكما لو كنا في نظرنا الدائم نحو الشرق وقت الصلاة نعلن اشتياقنا واستعدادنا لمجيء السيد المسيح الثاني. كما أنه تذكير دائم لنا بالسيد المسيح والذي يرمز له بـ "شمس البر"
3) "أنت هو الذي يقف حولك……" وبعدها يقول الكاهن والشعب تسبحة الشاروبيم وهذه هي التسبحة التي سمعها إشعياء النبي في (أِش6: 1-3) ويسميها القديس غريغوريوس تسبحة الغلبة والخلاص.
ملحوظة
من الملاحظ أن الكنيسة قد رتبت أن الشمامسة يروحون بالمراوح هنا وهناك على المذبح عند النطق بهذه التسبحة للدلالة على حضور الملائكة وقت تقديم الذبيحة. إلى جانب أن هذا الترويح يطرد الهوام ويمنعها من السقوط في الكأس.
أجيوس (قدوس)agioc
- يضع الكاهن اللفافة التي على يده اليمنى على المذبح شمالاً، وبيده اليمنى يرفع اللفافة التي فوق الكأس ويضع بدلها اللفافة التي على يده اليسرى ثم يأخذ اللفافة التي وضعها على المذبح بيده اليسرى، ثم يمسك الصليب فوق اللفافة التي بيده اليمنى، ثم يرشم ثلاث رشومات وهو يقول "أجيوس" الأول على نفسه والثاني على الخدام والثالث على الشعب.
- وكلمة "قدوس" تختص بالله وحده أما أبرار الكنيسة فيطلق عليهم اسم قديسين وكنيستنا تعتبر كلمة "قدوس" من أقوى الصلوات لأنها تخزي الشيطان عدو القداسة وفيها نتشارك مع الملائكة في تسبيحهم لله كما جاء في (أش6: 3)تأملات وتفاسير
1) كشف الصينية برفع اللفافة التي عليها عند "الرب مع جميعكم" بينما الكأس تبقى مغطاة فيه معنى ظهور السيد المسيح لمريم المجدلية وإخفاء ذاته عنها.
2) كشف الكأس عند "أجيوس" فيه دلالة على أنه أعلن ذاته لمريم المجدلية بعد ذلك فعرفته.
3) تغطية الكأس بعد كشفها فيه معنى إعلان يسوع المسيح لتلميذي عمواس ثم اختفائه عنهما.
4) عمل الرشومات الأولى عند "الرب مع جميعكم" باللفافة التي كانت على الصينية ثم عمل الرشومات الثانية باللفافة التي كانت على الكأس فيه معنى المساواة بين الجسد والدم ووجوب أخذ البركة من كليهما وتقديم الإكرام اللائق لكليهما.
5) اللفائف تمثل الأكفان التي كانت على جسد المخلص عند دفنه وتحريكها هكذا بنظام وترتيب يشير إلى الحركة المرتبة للأكفان عندما نزعها السيد المسيح من على جسده عند قيامته المجيدة ووجودها مرتبة في القبر بعد القيامة، كما رآها بطرس ويوحنا عندما دخلا القبر (يو20: 4-7).
6) إنزال اللفافة من على كرسي الكأس ووضع غيرها مكانها يعني أن هذا السر وضع لسقوط وقيام كثيرين (لو2: 34)
- بعد ذلك يصلي الكاهن الثلاث قطع التالية:
I) "قدوس قدوس قدوس بالحقيقة أيها الرب إلهنا……"
ب) "تجسد وتأنس وعلمنا وسائط الخلاص………" ¬ عندما يقول الكاهن تجسد وتأنس يضع يد بخور في المجمرة لتفوح رائحة البخور
الجميلة التي تذكرنا بتجسد الرب يسوع المسيح في بطن العذراء مريم التي ترمز إليها المجمرة، أما نارها المتقدة فتشير إلى نار
اللاهوت. وعند نهاية هذه القطعة "نزل إلى الجحيم من قبل الصليب" ينحني الكاهن بخشوع واضعاً يديه على صدره مثال الصليب،
ويقبل المذبح.
ج) "وقام من بين الأموات في اليوم الثالث………" ¬ عندما يقول الكاهن في نهايتها "يأتي ليدين الأحياء والأموات ويعطي كل واحد كحسب أعماله" يقرع الكاهن صدره بخشوع ثلاث مرات نادماً على خطاياه متذكراً دينونة ذلك اليوم الرهيب.