Admin Admin
عدد الرسائل : 1321 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 20/02/2008
| موضوع: وقــت الفــراغ - مقـال لقـداسـة البـابـة شنـودة الثــالــث أطــال الله عمـــرة الأحد يناير 25, 2009 6:37 am | |
|
بقلم: قداسة البابا شنوده الثالث
إن الذي يعرف قيمة الوقت ويعرف كيف يستغله في سبيل منفعته ومنفعة غيره, هذا لايمكنه أن يجد وقت فراغ. لأنه يري أن وقته لايكفي مطلقا لماينبغي أن يقوم به من عمل ومن مسئوليات..
لذلك فأصحاب الرسالات الكبيرة ليس لديهم وقت فراغ.. والذين لديهم طموح في حياتهم, سواء كان طموحا روحيا أو علميا, أو حتي طموحا ماديا.. كل هؤلاء ليس في حياتهم وقت فراغ..
** وإني لأعجب من الذين تقف أمامهم مشكلة يسمونها مشكلة وقت الفراغ وأعجب بالاكثر من أولئك الذين يبحثون عن وسيلة لقتل الوقت!! بينما الوقت هو جزء من الحياة فكيف اذن يفكر البعض في أن يقتله, أو يضيعه هباء؟! ألا يعني هذا ان حياته رخيصة في عينيه؟! وأن وقته لا قيمة له!!
** إن وقت الفراغ قد ينشأ من عجز الانسان في معرفة كيفية الاستفادة منه... فإن عرف ذلك, لا تبقي أمامه مشكلة اسمها وقت الفراغ. ** وقد يصبح وقت الفراغ مشكلة أمام بعض المسنين, أو الذين أكملوا خدمتهم وأحيلوا إلي المعاش أو الي الاستيداع.. وظنوا أن رسالتهم في الحياة قد انتهت! ولم يعد المجتمع في حاجة إليهم.. وكأن حياتهم الباقية أصبحت بلا عمل أو بلا هدف وصارت كلها فراغا!
أعني أولا فراغا في الهدف... لذلك يلزم هؤلاء أن يبحثوا عن عمل يعملونه, حتي لاتصبح حياتهم مملة وثقيلة عليهم. ولايهم أن يكون ذلك رسميا, أو في وظيفة معينة, أو عملا بأجر..
** ووقت الفراغ مشكلة يجابهها الطلبة في العطلة الصيفية إذ ينتهون من دراستهم ولا يجدون مايشغلون به أنفسهم بعد أن كانت الدراسة هي التي تشغلهم, وواجب المربين أن يوجهوا الطلاب إلي انشطة تشغلهم في العطلة الصيفية. وهذا هو أيضا واجب الآباء والأمهات وواجب المرشدين الروحيين.
** ومشكلة وقت الفراغ قد تقابل كثيرا من السيدات أو الزوجات غير العاملات, اللائي ليس لهن أطفال أو قد انتهين من تربية أطفالهن.
** كل هؤلاء يقف أمامهم موضوع تقضية وقت الفراغ والمفهوم الروحي لتقضية وقت الفراغ, ليس هو البحث عن وسيلة لقتل الوقت!! إنما البحث الجاد عن وسيلة للاستفادة من الوقت.. والمشكلة الكبري هي أن البعض يقضون الوقت( الزائد عندهم) في مايضرهم!
** إن العقل دائم العمل, لا يهدأ ولا يصمت. إن لم يفكر في أمور نافعة, قد يفكر في الشر أو في مايضر أو علي الأقل يفكر في تفاهات لاتنفعه ولا تبنيه.. وهكذا بدلا من أن يقابل الشخص فراغ الوقت, فإنه يقابل فراغا في التفكير وفي الحياة, فعلينا أن نعطي لعقولنا مايشغلها بطريقة روحية ومفيدة..
** بقي أن نسأل: كيف نقضي وقت الفراغ إن وجد؟ أولا لا مانع مطلقا من بعض الترفيهات المقبولة, أو بعض الراحة, أو الاسترخاءRelax. لأن الانسان لا يستطيع أن يكون باستمرار منشغلا وجادا ومركزا, أو مشدودا كل الوقت.. والله ـ تبارك اسمه ـ قد أعطانا أياما للراحة هي من أجلنا ومن أجل حاجة طبيعتنا البشرية. علي أن تكون الراحة أو الاسترخاء في حدود المعقول..
** ومن الأشياء النافعة لقضاء وقت الفراغ, القراءة لمن يحب القراءة ويجيدها. والمهم هو اختيار نوع القراءة النافعة لبنيان الشخصية فكريا واجتماعيا وروحيا. لأن القراءة سلاح ذو حدين يمكن ان ينفع ويمكن ايضا أن يفتح أمورا للذهن يمكن أن تؤثر عليه تأثيرا ضارا.
** وكالقراءة في شغل الوقت الاستماع عن طريق اشرطة كاسيت مفيدة ماأسهل أن توضع في العربة أثناء الانتقال أو السفر أو الاستماع لأية تسجيلات ولو في البيت, أو الاستماع لمايفيد في اجتماعات أو مؤتمرات.. وبهذه الطريقة يضيف الانسان عقلا الي عقله, وخبرات الي خبرته فيزداد حكمة ومعرفة.
** وبالنسبة إلي الشباب يمكن مساعدتهم بالأنشطة الصيفية التي احتلت مجالا في أذهان المشرفين في المدارس أو في المعاهد والمدارس وفي مراكز الشباب أو المهتمين بالشباب في دور العبادة وفي الجمعيات.. كل اولئك مهمتهم وضع برامج لقضاء أوقات الفراغ تجذب الشباب أكثر ممايجذبهم اللهو والعبث.. وبعضها رياضية تنشط الجسد وتحسن صحته, كما تساعد علي الترابط.
** بعض الشباب يمكن أن يقضي وقته في تدريبات معينة, أو أنشطة في مجال الفن بتعدد انواعه كالرسم أو النحت أو الموسيقي أو كتابة القصة إن كانت له موهبة في هذا المجال, أو يتدرب علي أعمال يدوية نافعة. أو فتاة تتدرب علي تنسيق البيت وتجميله, أو علي اعمال أخري كالتطريز والتدبير المنزلي..
** بالنسبة الي المسنين وكبار السن, يمكنهم التطوع في مجالات الخدمة الاجتماعية حيثما تتاح, وبخاصة في كثير من الجمعيات وبيوت الايواء وماأكثرها وبهذا يشعرون بأن المجتمع لايزال محتاجا اليهم, وأن أمامهم مجالا للعمل وتحمل مسئوليات.. كما أن العمل ينشطهم. وتوجد احياء فقيرة أو شعبية تحتاج الي خدمة كخدمة المعاقين مثلا أو الايتام أو خدمة المحتاجين والفقراء, أو زيارة المرضي, أو الخدمة الروحية في جذب الناس الي التوبة وابعادهم عن المخدرات وأمثالها..
** هناك خدمة اخري نافعة جدا, وهي خدمة الكشافة والجوالة.. وهي تنفع الشخص نفسه كما تنفع غيره.. وينتفع المجتمع بالكشافة في حفظ النظام.
** ختام الأمر كله: إن كان لديك وقت فراغ حاول أن تنتفع به, ولا تضيعه ولا تسمح له أن يضيعك. |
|
| |
| |
|