الكابه وانواعها * ج 2
قداسه البابا شنوده الثالث
الكآبة المرضية
كما ان الشك المسبب للكآبة. إذا تطور يتحول إلي مرض. كذلك الكآبة أحياناً تتطور وتتحول إلي مرض. فكيف؟
تضغط أفكارها علي الانسان حتي تحطم كل معنوياته. وتزيل منه كل بشاشة.
فكر الكآبة يلصق بالمريض ولا يفارقه.. يكون معه في جلوسه وفي مشيه. في نومه وفي صحوه. بأفكار سوداء كلها حزن وقلق وخوف.. وصور كئيبة أمامه بلا حل ولا رجاء. كآبة تضيع حياته وروحياته ونفسه وعقله. باقتناع داخلي أنه قد ضاع وانتهي...
كما يخطئ ويقطع رجاءه في الخلاص وامكانية التوبة. ويقطع رجاءه في مراحم الله. وهذه هي طريقة الشيطان التي يوقع بها الانسان في اليأس والكآبة القاتلة.
***
وقد يكون من أسباب الكآبة المرضية: عقدة الذنب...
* كأن يموت لشخص أب أو ابن. فيظن انه السبب في موته. ويظل هذا الفكر يتعبه ويجلب له حزناً لا ينقطع. ويظل يقول: ربما قصرت في حقه. ولولا تقصيري ما مات! ويظل الشيطان يذكرّه بمناسبات للتقصير.. ويقول في كآبته المرضية: ربما لو أحضرت له طبيباً أكثر شهرة. ما مات. ربما لو سافر إلي الخارج.. وهكذا تتبعه أفكار كثيرة.
* وربما سبب كآبته مرض له يظن انه بلا شفاء! أو يتوقع له نتائج خطيرة يصورها له الوهم والخوف.
***
والآن نذكر بعض أعراض هذه الكآبة وطرق علاجها:
المريض بالكآبة قد يكون ساهماً باستمرار. كئيب الوجه والملامح. كثير الشكوي. تطحنه الأفكار السوداء بلا رجاء. وربما توصله إلي البكاء. يظن انه ضاع وانتهي. أو ما ينتظره هو أسوأ مما هو عليه.
وقد تحاول ان تصحح له أفكاره. فلا يقبل. وقد ينظر إليك في يأس أو شك ويبكي. أو قد يقول لك سمعت مثل هذا
كثيراً ولا فائدة! أو قد يرفض الحديث جملة بحجة عدم جدواه...
ومشكلة هذا الشخص إما أنه لايجد حلاً فتزداد كآبته. أو يجد الشخص الذي يستريح اليه. فيظل يتردد عليه كثيراً. وفي كل مرة يقضي ساعات في الكلام والحوار. مصراً علي ما هو عليه. حتي يهرب منه الشخص المريح. فيتعبه هذا الهروب. ويري انه يفقد القلب الذي أراحه. وبهذا الفقد تزداد كآبته..
***
ومن جهة العلاج. هناك نوعان من المصابين بالكآبة:
نوع يرفض العزاء ويرفض التفاهم. ونوع يتشبث بالفكر: كلما يخرجونه منه. يعود اليه. وكلما يستريح من كآبته يعود اليها مرة أخري.
وربما تخطر عليه فكرة الانتحار. لكي يتخلص من كآبته ومن يأسه!! وعموماً يكون للكآبة تأثيرها السيئ علي صحته: من جهة إنهاك الأفكار له ولأعصابه. ومن جهة التعب النفسي وثأثيره علي الجسد. وكذلك من جهة فكرة واحدة مسيطرة عليه لا يعرف كيف يخرج من حصارها له.
انه مرض يتعبه. ويتعب كل الذين حوله. ويتعب طبيبه ومرشده.
اذكروني في صلواتكم كثيرا جداا