Admin Admin
عدد الرسائل : 1321 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 20/02/2008
| موضوع: انسان صار لغزا في تاريخ الكنيسة ؟؟؟حد عرفه ؟ الأربعاء فبراير 11, 2009 5:22 am | |
| فى عام 185 م ولد العلامة أوريجانوس فى مدينة الأسكندرية , وكان أبوية مسيحيين ومن الأتقياء , وكان ذو عقلية فذه وصار نابغة فى العلم رغم حداثة سنة . وأشتهر أيضاً بمساندته وتشجيعه للمؤمنين الذين يتعرضون للأضطهاد وكان يقويهم فى الإيمان حتى يستشهدوا .
ووصل إلى أن يكون مديرا لمدرسة الأسكندرية وهو فى سن الثامنة عشرة بعد أن عينه البابا ديمتريوس الأول البطريرك الـ 12 رئيسا لمدرسة الأسكندرية اللاهوتية خلفا لأكليمنضس الأسكندرى .
فلم يضيع دقيقه من وقته فصرف النهار فى تعليم تلاميذه ويقضى الليل فى الدرس والتحصيل .
وكعاده من سبقوه فى توليه مناصب فى مدرسة الأسكندرية فكان محباً للنسك وزاهدا فى الحياة , حتى أنه باع كتبه (مخطوطاته ) من أجل سد حاجته , وكان شديد التمسك بطهارته وعفته كان يريد ألا يشغله شيئاً عن هدفه فى الحياة.
وكان أوريجانوس ماهرا فى تعليمه فقد ظهر عمالقه من العلماء فى عصره تتلمذوا على يديه وأصبح من تلامذته الكثير من الأساقفة وممن تتلمذوا على يديه هم : -
البابا ياروكلاس البطريرك الـ 13 - وألكسندروس أسقف أورشليم - والقديس غريغوريوس صانع العجائب - .. وغيرهم .
وأهتم بإعداد الموعوظين وتهيئتهم لأعتناق المسيحية لعتمدوا وهم على أيمان كامل , بل ذهب إلى أبعد من ذلك فقام بتدريس الفكر الدراسى المسيحى وخاصة اللاهوت والفلسفة , كما أهتم أهتماما خاصاً بتدريس الكتاب المقدس , ولعل أعظم أثر تركه هو التفسير الرمزى للكتاب المقدس .
رحـــــــــــلات أوريجـــــــانوس
ذهب العلامه أوريجانوس بعدة رحلات بعضها لمقاومة البدع والهرطقات وبعضها الآخر لتأكيد الإيمان , فقام بعده رحلات إلى روما وبلاد العرب والأراضى المقدسة وأنطاكيه واليونان .
غضب البابا ديمتريوس من أوريجانوس
وفى الأراضى المقدسة سامه أسقف قيصرية كاهنا فأثار هذا الأمر البابا ديمتريوس , وبدأ يواجه المتاعب فأستبعد من الأسكندرية وبطل كهنوته , كما أعتبر غير صالح للتدريس , وهاجموه فى عده نقاط لاهوتية فى كتاباته .
تحمل أوريجانوس هذه التجربة ودافع عن نفسه وعن كتاباته .
أما الخطأ الكبير الذى وقع فيه أوريجانوس أنه خصى نفسه معتمداً على نص أنجيلى وبالرغم من أنه قام بأكبر موسوعه لتفسير الكتاب المقدس متبعا الأسلوب الرمزى إلا أنه نفذ آيه تفسيراً حرفيا ومن المعروف أن الكتاب المقدس يؤكد أن الحرف يقتل - أى أن الألتصاق بالتفسير الحرفى يضل الأنسان ويبعده عن روح النصر الأنجيلى .
وأستوطن قيصرية فلسطين وحثه أسقفها على أنشاء مدرسه لاهوتيه فيها فقام بأنشائها وأستمر فى التدريس فيها لمده 20 سنة متواصلة .
هل العلامة أوريجانوس مات شهيداً
فيما بين 249 م - 251 م أثار الأمبراطور دقيوس الإضطهاد ضد المسيحيين فألقوا القبض على أوريجانوس وعذبوه تعذيبا شديداً فوضعوا طوق حديدى فى يده وربطت قدماه فى المقطرة , وضربوه وأحتمل الألام فى شجاعة منقطعة النظير ثم أطلق سراحه بعد ذلك
وفى عام 254 م مات بعد فترة قصيرة متأثراً بآلامه وجراحاته وكان قد بلغ من العمر 69 م
وقد أرسل له البابا ديونسيوس البطريرك الـ 14 رسالة عن الإستشهاد يشجعه فيها على أحتمال المشقات وأظهر تعاطفه معه
من أهم كتاباته
كتاب المبادئ والمسدسات والمتنوعات والرد على كلسوس - وتفسير الكتاب المقدس - القيامة - الصلاة - الرئاسات
تأثر أوريجانوس بالفلسفة الأفلاطونية فاستعارَ تحديد أفلاطون للكائن البشري المركَّب من ثلاثة عناصر، الجسد والنفس والروح، وطبَّقه على تفسير الكتاب المقدس بقولهِ أن للكتاب ثلاثة مفاهيم: المفهوم الحرفي والمفهوم الأخلاقي والمفهوم الروحي. وقد كان أوريجانوس أول من ابتكر علم التأويل والإستعارة محمّلاً النصوص الكتابية أبعاداً ورموزاً جديدة لا مثيل لها. بالنسبة للعقيدة الثالوثية فقد شدَّد على المساواة بين الآب والابن لكنه كان يعتبر الروح القدس أدنى مرتبة من الابن. لا شك أن هذا يخالف العقيدة المسيحية كما أعلنت في المجامع المسكونية، لكن لا يغب عن بالنا بأن العقيدة المسيحية كانت في تلك الآونة تتلمَّس طريقها لتجد صيغة تسبك فيها الأسرار المسيحية على أساس سليم. في مجال علم المسيح (الكريستولوجيا) فقد ابتكر أوريجانوس مصطلحات لتعريفات لم تكن موجودة من قبل وما نزال نستعملها في أيامنا هذه مثل "طبيعة" و"جوهر" و"مساوٍ في الجوهر" و"إله ـ إنسان". وقد لعبت هذه العبارات في النقاشات اللاهوتية دوراً مهمّاً خلال القرنين الرابع والخامس الميلادي. من التعاليم الجديدة التي أنشأها أوريجانوس هي فكرة "الإصلاح النهائي الشامل". فهو يقول بأن الشرَّ بما أنه عنصر من عناصر العالم فهو زائل لا محالة، ولذلك فإن العالم مدعو برمتهِ إلى الخلاص الشامل. هذه النظرية مرتبطة بنظرية الوجود السابق للنفس، ككائن روحي، حكم عليها أن تعيش في الجسد كعقاب لها على خطيئة ارتكبتها. فالإصلاح النهائي هو إذاً إعادة الصورة القديمة للنفس إلى أصلها بمعونة المسيح مخلص العالم. لم تقبل الكنيسة هذا التعليم وشجبته في المجمع المسكوني الخامس (القسطنيطينة الثاني) وحكمت على أتباعهِ
.................................................. ..........
أعجاب آباء الكنيسة بشخصسة وعلم العلامة أوريجانوس
يقول الأنبا غريغوريوس : "
ولم يكن أوريجانوس , ذلك العبقرى الفذ , هو أعظم قادة الفكر بين المصريين وحدهم , ولا بين الجانب المقيمين فى مصر فحسب , بل كان أعظم أهل زمانه فى كل بلاد الشرق , والغرب أيضاً ... حتى أنك لا تفتح كتاباً أو دائرة معارف شرقية أو غربية إلا وتجد أسم اوريجانوس يحوطه الإعجاب والإحترام والتقدير العظيم .. وهو يوصف عادة بأنه المع لاهوتى فى زمانه , ومن أعظم قلة معدودة فى تاريخ المسيحية بأسرها , وأنه فاق فى شهرته أساتذته الأفذاذ , وقفز أسمه إلى قمة الشهرة التاريخية , وصار يعرف بــ ( دكتور) الكنيسة الجامعة .
الأمر الذى لا شك فيه , ولا جدال حوله .. هو عبقرية أوريجانوس وشخصيته الفذة التى .. جمعت فأوعت : روحانية عميقة , وعلماً واسعاً وعقلاً جباراً , وأستاذية نادرة , ورجلاً مكملاً بالفضائل الأخلاقية والذهنية والعلمية , بصورة يتيمة لا تتكرر فى الترايخ إلا فى حقب متباعدة تفصل بينها قرون واجيال
وأضاف قداسته : " والمعروف عند جميع الدارسين , أن كل الذين تتلمذوا على العلامة أوريجانوس من آباء الكنيسة الكبار , كانوا معجبين به كل الإعجاب , ولقد أثنوا عليه فى كتاباتهم ثناء عاطراً نادراً , ومدحوه مدحاً سخياً وبغير تحفظ , ولقد حمدوا صفاته الشخصية الروحية , كما حمدوا له عبقريته الفكرية اللاهوتية , وحمدوا له أيضاً غيرته المسيحية الأرثوذكسية , وذكروا له بالأعجاب والفخر مقاومته للآراء الهرطقية , فضلاً عن المذاهب الفلسفية الوثنية المنتشرة فى زمانه , ومن بينها مذهب كلسوس Celsus الفيلسوف البيقورى الكبير , الذى تزعم مهاجمة المسيحية وكان يسخر منها , فإنبرى له أوريجانوس بالبيان الشفاهى والكتابى حتى أنهزم كلسوس أمام قوة حجتة بل واعلن أقتناعه بالمسيحية , وأعتنق المسيحية ووضع فى تأييدها كتباً .
ومن بين الهرطقات التى قاومها اوريجانوس بدعة ضد ضد خلود النفس أنتشرت فى بلاد العرب فى ايام فيلبس العربى , فذهب إليها , وحضر فيها مجمعاً وأستطاع أن يهدى الضالين , وأن يواجه الهراطقة بالدليل والبرهان , حتى أجهز على تلك البدعة وقضى عليها .. وغير ذلك الكثير صنعة أورجانوس , وله الفخر أنه أستطاع أن يرد إلى الإيمان الأرثوذكسى بريل أسقف البصرة
عبقرية أوريجانوس
على أن مشكلة أوريجانوس الحقيقية هى عبقريته .. أن عبقريته جعلت أنتاجه الخصب أبعد من مناله , فلم يكن له الوقت ليراجع أعماله ... وأكثر كتاباته وربما كلها لم يكتبها بقلمه .. ولكن كان لها جيش من الهواة , والأتباع والتلاميذ , بعضهم يكتب بقلم سريع ما يمليه عليهم الأستاذ العظيم , وبعضهم كان يأخذ ما يكتبه اصحاب القلم السريع ( الإختزال) وينسخونه فى صحائف بخط واضح وجميل ... ولم يكن لأوريجانوس الوقت يراجع فيه اقواله والكتابات التى ينقلها عنه بعض تلاميذة , ولا المخطوطات المنسوخة بالخط الواضح الجميل .. ومع أمتداد حياته زاد إنتاجه الخصيب حتى صار يضم ألوفاً من الكتب , وقد قال عنه القديس أبيفانيوس أسقف قبرص : " أن قارئاً مهما كان واسع الأطلاع , لا يسعه الإلمام بكل مؤلفات أوريجينيوس لأن له اكثر من ستة الاف كتاب .
مشكلة اوريجنيوس
وإذاً فقد كان أمراً متوقعاً أن تحتوى الكتابات التى تحمل أسم أوريجينيوس على أخطاء , ولا نعلم إذا كانت هذه ألخطاء هى من عمل تلاميذه أصحاب القلم السريع ( الأخنزال) أم من عمل تلاميذه النساخ , أم من عمل الفريقين معاً , كل فريق أسهم فى بعض تلك الأخطاء التى نسبت إلى اوريجينيوس , مما أحتوته الكتابات التى تحمل أسمه .
ويضاف إلى هذا أنه كان من عادة بعض الهراطقة فى ألزمنة القديمة أن يقحموا آرائهم الهرطقية فى صلب كتابات عالم فذ مثل أوريجينيوس , فى النسخة الخطية التى ينسخونها من تواليفه , وذلك لكى يكسبوا تأييداً لأفكارهم عند جمهور عريض من الناس يحترمون أسم أوريجينيوس .
وإنصافاً لأوريجينيوس .. نقول .. أنه هو نفسه كان يتنبه أحياناً لبعض الأخطاء وقع فيها أو زل فيها لسانه , من ذلك رأيه فى أن نفوس الناس , أى أرواحهم , كانت موجودة سابقاً قبل حلولها فى أجسادها بالولادة , وأنها لأخطاء إرتكبتها فى حياتها السابقة , عوقبت بأن حبست فى أجساد , لعلها بهذا الحبس فى الجسد ومعاناتها قى الأرض , تكفر عن خطاياها السابقة و ثم بهذا تتطهر فتعود إلى العالم الآخر مطهرة ... نقول أن هذه الفكرة أخذها أوريجانوس عن أفلاطون فى (نظرية المثل) وبرهن عليها من ألأنجيل بسؤال تلاميذ المسيح لمعلمهم عن المولود أعمى : " َفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى إِنْسَانًا أَعْمَى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ، 2 فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ:«يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى».(يوحنا 9: 1و2) ولكن اورجينيوس عاد وأعتذر عن هذا
ومهما يكن من أمر, فهناك آراء خاطئة نسبت إلى أوريجينيوس ووجدت فى كتاباته , ولكننا لا نعلم على وجه اليقين إذا كانت هذه الاراء الخاطئة مردها كلها أو بعضها إلى التلاميذ الذين كتبوا ففاتهم فكر الرجل فعبروا عنه خطأ , أو فاتهم عبارات أو كلمات , فجاءت كتاباتهم صورة شوهاء .. لما ما قاله العالم الكبير , أو أن هذه الأخطاء جائت من عمل النساخ الذين بحسن نية أو بسوء نية أضافوا او حذفوا , فجاءت كتاباتهم مشتملة ‘لى أخطاء , وصار أوريجينيوس مسئولاً عنها , لأنه لم يكن لديه وقت لمراجعتها وتصحيحها , ولقد أمكنه , كما قلنا , أن يصحح بعضها , ولكنه لم يمكنه أن يصحح كل ما أتهمه به خصومه فيما بعد .
أوريجينيوس والتطبيق الحرفى للأنجيل
أما أنه خصى نفسه فهذه حقيقة , ولقد أضطرت الكنيسة أن تقف منه فى هذا الخطأ موقفاً حازماً , لقد تساهلت مع سمعان الخراز أو الدباغ الذى خلع عينه بالمخراز عندما أعثرته أمرأة ساقطة عرت ساقها أمامه , لكن سمعان رجل بسيط , ولا يقتدى بعمله أحد نظراً لبساطته , أما أوريجينيوس فقد كان تصرفاً خاطئاً حتى لا يتبعه فى عمله آخرون فيخصون أنفسهم مثله .
سيظل موضوع أوريجينيوس مشكلة معقدة لا حل لها يرضى جميع الأطراف , وسيبقى مسألة غامضة لا يجلوها إلا الرب نفسه فى يوم الحساب العظيم
إن حرم الكنيسة لأوريجينيوس مأساة تاريخية , ومع ذلك ليس فى مقدورنا ألان أن نصنع شيئاً إعادة محاكمة أوريجينيوس أو مراجعة الحكم عليه , لأن معلوماتنا عنه ناقصة فلم يبق من كتاباته إلا القليل , وفقد منها الكثير , ولسنا نستطيع أن نستعيد أحداث التاريخ بصورتها الحية التى عاشها المعاصرون لها , بما احاطها من ظروف وملابسات ومفاهيم اجتماعية .
أن موضوع أوريجينيوس , إذا أردنا إنصافاً له وللحقيقة , أن نستودعة يد الله الحاكم العدل , وهو الحق والحقيقة .. وعزاؤنا أن أحكامنا على الأرض أحكام إبتدائية , ولكن هناك بعد الموت محكمة أستئناف عليا , وفى يوم الحساب العظيم سيصير الحكم العدل الذى لا نقص فيه , وأمامه : " لِكَيْ يَسْتَدَّ كُلُّ فَمٍ، وَيَصِيرَ كُلُّ الْعَالَمِ تَحْتَ قِصَاصٍ مِنَ الإِله (رومية 3: 19)
فلنترك قضية قضية أوريجينيوس بما فيها من حق وظلم , بين يدى الديان الإله العادل : " لَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.(متى 16: 27) , ( رومية 2: 6)
أما نحن قلا نملك إلا الإعجاب بكل صفات أوريجينيوس النبيلة والجميلة , ونحنى هامالتنا أمام عبقريته العظيمة , ونثنى على ما أسداه لنا ولكل الأجيال من خدمات ومعارف , مترحمين عليه , نسأل له الغفران عنا عساة أخطأ فيه عن غير علم , فالرب وحده هو المعصوم من الخطأ
تعليق من الموقع : إن السبب الذى قيل أن الكنيسة حرمت العلامة أوريجانوس لأنه أستاذاً مشهوراً ويقتدى به كثيرين ولم تحرم سمعان الخراز لأنه مجهول .. سبب غير مقنع لأن سمعان لاخراز اليوم أكثر شهرة فى الكنيسة القبطية من العلامة أوريجانوس , كما أن قطع عضو أو أتلافه لم يحسب خطية عن الرب الإله وإلا لما أستخدم سمعان الخراز فى معجزة نقل جبل المقطم , كما أن السبب الذى قيل أنه قبل أن يرسمه أسقفاً غير أسقفه لا ترتقى لأن تكون أتهاماً .. وكما قال الأنبا غريغوريوس سيظل حرم اوريجانوس مشكلة معقدة تريد حلاً لهذا الرجل العظيم ذو الصفات النبيلة . |
| |
|